Monday, September 21, 2015

لماذا الآن؟ عن جوجل وشعارها الجديد…

لماذا الآن؟ عن جوجل وشعارها الجديد…

googlenewlogo00
في البداية كان محرك البحث جوجل، ثمّ ولدت “ألفابيت Alphabet“.
  جوجل التي تبلغ الآن من العمر سبعة عشر عامًا تدخل في تطورٍ هو الأكبر من نوعه، بعد أن توسّعت خدماتها وإمكانياتها، من بريد Gmail الإلكتروني والاستحواذ على محرك البحث الأكثر شهرةً بعد موقعها الأصلي، موقع مشاركة الفيديو YouTube وتطوير نظام التشغيل المفتوح المصدر للأجهزة الذكيّة: Android، لم تعد جوجل مجرد شركةٍ ضخمةٍ فحسب، هذه الأسماء التي ذكرتها هي الأسماء التي نسمعها كلّ يومٍ ونعرفها – قد تتساءل لماذا لم أذكر Google Plus لكن حقًّا من يستخدم ذلك الشيء؟ غيري طبعًا! – فقد أصبحت مشاريع جوجل تطال جميع آفاق الحياة المعاصرة، من السيارة الذكيّة إلى العدسات اللاصقة الذكيّة إلى مشروع وشركة Calico والتي هدفها الأساسي: إطالة العمر المفترض للإنسان وتخفيف حدّة الشيخوخة عليه.
كان لابدّ إذًا من عمليّة تنظيميّة لكل هذه الشركات الناشئة تحت كنف الأخ الأكبر “جوجل”، فظهر الجواب في ولادة الشركة الأمّ الجديدة “ألفابيت” ليكون كلّ من لاري بايج Larry Page وسيرجي برينSergey Brin في رأس هذه الشركة ولتصبح جوجل مسؤولة عن الجانب التقني وجانب الويب من هذه المنظمة الكبيرة، وليصعد إلى رأسها سوندار بيتشاي Sundar Pichai الهنديّ الأصل، المسؤول سابقًا عن أندرويد.

الشعار الجديد:

في بداية شهر سبتمبر قامت جوجل بتغيير شعارها القديم في حركةٍ تعدّ الأكثر جرأةً في تاريخ هذا الشعار منذ 1999 حيث قامت حينها بإسقاط إشارة التعجّب التي كانت موجودةً فيه. للوصول إلى هذا الشعار جمعت جوجل مختلف المصممين الموجودين في الشركة للعمل في نيويورك لإنتاج هذا الشعار خلال أسبوعٍ من العمل غير المتوقف.
 “جوجل ليست شركةً عادية، مهمتنا: جمع معلومات العالم ثم جعل الوصول إليها أكثر سهولةً للاستفادة منها بشكل عالميّ، وقمنا السنة الماضية بتقديم Material Design لتسهيل عمل المصممين والمطوريّن في جلب الخدمات وتطويرها لمختلف الأجهزة والشاشات حول العالم. الشاشة البيضاء، الأحرف الملوّنة، مستطيل البحث، البساطة التي تمتّعت بها الصفحة الأساسية لمحرّك البحث تهدف لخدمة المستخدم والتركيز على ما يهمّه، اليوم بعد تعدّد الأجهزة وتطوّر استخدام التحكم الصوتي بالأجهزة، قررنا أن نجعل واجهة صفحتنا أكثر مقاربةً لهذا التطوّر.”
هذا ما كُتبه المصممون في جوجل شرحًا عن الشعار الجديد، بعكس الشعار القديم الذي طُوّر ليخدم شاشة سطح المكتب فقط، فإنّ هذا الشعار يلائم جميع الشاشات، جميع الأحجام بل ويتلاءم مع الاستخدام الصوّتي للأجهزة.
كان لابدّ من الأخذ في الاعتبار أثناء العمل من أجل التصميم الجديد عدّة نقاط:
  1. تطوير شعارٍ يمكنه التواجد في أيّ حيّز مهما صَغر، مع نقله نفس المعنى الذي يعطيه الشعار الأصلي الكامل.
  2. الابقاء على الديناميكيّة والذكاء في تصميم الشعار الجديد.
  3. نقل هذا التطوّر في الشعار إلى جميع منتجات جوجل بشكل منهجيّ.
  4. إبقاء الأشياء التي تميّز جوجل، الأشياء التي ألفتها أعين المستخدمين وأحبّتها.
googlenewlogo01
بدأت المحاولات إذًا بصفحة بيضاء، أربعة ألوان وكثير من العقول في غرف الاجتماع والوصول لعدّة نسخ مختلفة من الشعار قبل اختيار النسخة التي تمّ اعتمادها.

هويّة بصريّة وليس شعارًا فحسب

  للوصول إلى شعارها الجديد قامت جوجل بإنتاج خطّ جديد، معتمدةً sans-serif وتطويره بشكلٍ هندسيّ والحصول على ما أسمّته الشركة Product Sans، وحسب جوجل فإنها تستقي تصميم هذا الخط من أسلوب طباعة أحرف الكتب المدرسيّة القديم، وتمّ مراعاة المحارف الخاصة بالأرقام وعلامات الترقيم والرموز، ويدعم الأحرف اللاتينيّة واليونانيّة.
حسب آراء بعض المصممين والمطورين فإنّ هذا التصميم الذي يبدو فعلًا –كما كشفت عنه الشركة في أول يوم من ولادته – أقرب لكتابة طفل على لوحٍ مدرسيّ، يساعد جوجل في إبعاد تلك النظرة المخيفة للتكنولوجيا، وبأنّها الشركة التي تسعى للسيطرة على حياتك ومعرفة كلّ شيءٍ عنك، بل أنّ لها جانبًا بشريًّا وأنّها تهتم بهذه اللمسة البشريّة وتوليها الأهميّة الكبرى، وبذلك تضفي الطابع “الودّي” للشعار الجديد، جوجل صديقة الجميع!
لم تكتفِ جوجل بتغيير شعارها فقط، فظهور أيقونة الميكروفون الجديدة، المتميّزة بألوان جوجل الأربعة، لتميّزها عن بقيّة الأيقونات المشابهة لها.
إضافةَ الدوائر الأربعة التي تتحوّل بشكل سلس إلى كلّ من الشعار الكامل، أيقونة الميكرفون، وحرف G ذو الألوان الأربعة، هذا الشيء لم يكن ممكنًا باستخدام الشعار السابق، ثخانة حرف طباعة الخط “serif” وحدّة أطرافه.
وكما تقول باولا شير Paula Scher، الشريكة في Pentagram “إنّه من الأسهل للمصممين التعامل مع شيءٍ يتمتّع بوزنٍ واحد، دون حواف حادةٍ أو ثقلٍ مختلف، ولهذا تمّ تصميم نمط sans-serif فعليًّا.”
    تحوّل جوجل من النمط القديم إلى النمط الجديد الأكثر “دائريّةً”، بحواف سلسلة، وجعل هذه الدوائر الصغيرة هي الأساس في بناء ما حولها يعطيها إحساسًا بالضخامة والحيّوية في الوقت نفسه. الدوائر هي DNA النظام الجديد!

الأيقونة الجديدة G

googlenewlogo02
يقول ستيفين هيللير Steven Heller – أحد نقّاد التصاميم – “لأول مرة منذ أعوام أحب إعادة تصميم شعار شركة، لكن يجب أنّ لا تتوقف جوجل هنا، بل تتطور مع الإنترنت والاستخدام المختلف للشعار، لكنّ الـ G ذات الألوان الأربعة ستكون المفتاح الأساسي لجوجل، خاصةً في خدماتها على الأجهزة الذكيّة.”
قد يصبح هذا الحرف الملّون الأكثر حيويّة المقابل لتفاحة شركة Apple المقضومة، وربما ليمثل الشركة كاملة بحرف واحد. هذه الموضة في تبسيط الشعارات وجعلها أسهل ليست حديثةً في مجال التقنيّة، تويتر، سناب تشات وياهو قاموا بتبسيط شعاراتهم، لكنّ الشيء الآخر المهمّ في جوجل هو “الألوان” فوجود الألوان الأربعة بترتيبها المعهود يعطيك شعورًا فوريًّا بأنّ هذا المنتج هو من جوجل.
 تغيّرت هذه الـ G من حرف صغير g بخط serif والتي كانت موجودة على معظم أيقونات تطبيقات جوجل، إلى الحرف الكبير الملّون G الأكثر استدارةً، وتعمل جوجل على توسيع هذا النمط إلى التطبيقات المختلفة وبدأت ذلك بأيقونة خرائط جوجل Google Maps وStreet View حيث يحمل الآن كلّ من التطبيقيّن الحرف بشكله الجديد.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ جوجل بلس، شبكة التواصل الاجتماعيّ من جوجل، احتفت بشعارها الجديد أيضًا بنفس الهويّة الجديد.

دوائر جوجل في خدمتك

googlenewlogo03
تعبّر النقاط الأربع عن حيويّة وديناميكيّة الشعار، وتسعى لإعطائك الشعور بأنّ جوجل توظّف معلوماتها وخبرتها في مساعدتك للوصول إلى الهدف المطلوب، ولذلك قامت أيضًا بإضافة الكلمات مثل Thinking, listening, replying, confirmation بحجم صغير تحت هذه النقاط، لتعطيها الطابع البشريّ.

الحجم الآن فقط 305 بايت!

googlenewlogo04
googlenewlogo05
البيكسل المناسب في المكان المناسب، هدف جوجل في تبسيط شعارها وتحقيق ذلك بأقل طاقةٍ ممكنة، فحجم الشعار الجديد هو 305 بايت فقط، بينما كان الشعار السابق بحجم 14000 بايت، مما يسهل إظهاره بشكل أسرع حتى في الشبكات ذات السرعات المنخفضة ويساهم أيضًا في التخلّص من التقريب النصّيّ للشعار الذي كانت جوجل تستخدمه للشبكات منخفضة السرعة.
لا تفرقة بين المستخدمين إذًا، الشعار للجميع وجوجل أصبحت أسهل وأيسر للوصول للجميع.
بعشر دوائر وخمسة مستطيلات يمكنك الحصول على شعار جوجل الجديد، بعكس الشعار القديم الذي كان نوعًا ما، مليئًا بالتعقيدات. لمعرفة المزيد عن تخفيض حجم الشعار بشكل تقنيّ يمكنك قراءة هذاالمقال.

الـ “e” الجديدة، تثير التساؤل أيضًا

في يونيو الماضي، قامت شركة لينوفو Lenovo بتغيير شعارها وتلتها جوجل في سبتمبر، الشركتان استخدمتا الـ e نفسها، نفس زاوية الميلان الجديدة. شيء مثير للاهتمام ومضحكٌ نوعًا ما، لكن ربما عندما تعمل الشركتان معًا ستكون بينهما نقطة مشتركة، أو e مائلة!
googlenewlogo06
وفي موقع Reddit قام أحد المشاركين بوضع هذه الصورة – إن كنت من متابعي MR.Robot فستعجبك الفكرة – متسائلًا، هل هذه هي الـ e الشريرة؟ بداية E Corp.
googlenewlogo07
في تصويت جارٍ على موقع The Verge تقول الإحصائيّة أنّ حوالي 46% من المصوّتين معجبون بالتغيير الجديد، واصفينه بالأكثر بساطة والأقل ضوضاء”، حوالي 17% من المصوّتين لم يعجبهم الشعار الجديد، 19 % لم يهتمّ بالأمر مطلقًا، والـ 15% الأخيرة تشعر بالضغط الشديد للتغيّر المفاجئ وتحتاج وقتًا حتى تحدد موقفها منه!
عدد المصوّتين الكلّي كان 9873 مصوّتًا.
ما رأيك بالشعار الجديد؟ أو فعليًّا الهويّة البصريّة الجديدة لجوجل، هل قمت بالتصويت؟
شخصيًّا أفضل الشعار الجديد وأجده أكثر حداثةً وقربًا لشكل وطابع جوجل الجديد، وربما يكون بدايةً للهويّة الجديدة لألفابيت ككل، لكن للأسف لابدّ لنا من الانتظار عدّة أشهر قبل أن ترى هذه الشركة النور، وقبل أن نرى شعارها المُنتظر.

No comments:

Post a Comment